أتراني

.📖 “أتراني؟”
✍️ بقلم: منال علي

أتراني حين أصمت؟
حين أكتفي بالنظر إلى الفراغ وأبتسم كأنني بخير؟
حين أُخفي دمعتي في طرف عيني،
وأغيّر الموضوع فجأة كي لا يُفضح قلبي؟

هل ترى تلك اللحظات التي أنهار فيها داخلي،
وأبني فوق انهياري جدارًا من الكلمات العادية؟
هل ترى ذلك الوجع الذي لا أشتكيه،
لأنني تعبت من الشرح… وخفت ألّا يُفهم؟

أنا لا أطلب معجزة…
كل ما أردته يومًا هو “حضور حقيقي”.
عين تُحدّق بي، لا تفتّش في مظهري، بل في ما خلف نظراتي.
قلب يسمعني دون أن أتكلم…
وإن تكلمت، لا يقاطعني بمحاضرة، بل يهمس لي:
“أنا معكِ… كل شيء سيهدأ، فقط ابقي هنا.”

كنت دائمًا تلك التي تفهم الآخرين،
أمسك بقلوبهم قبل أن تقع،
أُضمّد جروحهم بكلمة، وأشاركهم الحزن وكأنه لي.
لكن… حين يكون دوري،
حين أضعف، أهرب، أخاف،
لا أجد أحدًا يعانقني كما عانقت،
ولا أحد يقرأ وجهي كما قرأتُ وجوههم.

هل هذا كثير؟
أن أُحتضن دون أن أُطلب،
أن أُفهَم دون أن أشرح،
أن أُرى، حقًا، دون أن أتجمّل؟

أنا لا أريد من يُدهشني بهدية،
بل من يُدهشني بأنه “رآني”
حين كنت أظن أن لا أحد يرى شيئًا في وجهي سوى ملامحي.

فقط…
إن رأيتني يومًا ساكنة على غير العادة،
لا تمرّ مرّ الكرام،
ولا تقل “مشغولة، متعبة، ستتحسن”…
بل اقترب، وانظر جيدًا…
واسألني، لا بألف سؤال،
بل بعينك، بهمسك، بصدقك:

“هل أنتِ بخير… حقًا؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات أمرة مهزومة

يوميات أمره مهزومه

يوميات أمرأة مهزومة