يوميات خليلي 💘
من رسائلي مع خليلي يوميات خليلي
ما قبل الغفوة | حين ظنّ العنكبوت أنه رفيقك
في زاوية الغرفة، كان ينسج خيوطه بصبرٍ لا يُصدّق، كأنما يبني بيتًا لا ليحتمي فيه فقط، بل ليجاورك.
ربما، في عالمه الصغير، رآك رفيقًا…
سَكَنتَ المكان قبله، لكنه لم يعبأ، بل شاركك جدارًا وسقفًا وهواءً… وشيئًا من الطمأنينة التي ما عادت تُشترى.
كان يرى حركتك ولا يهرب، يراقبك بلا خوف، وربما – في منطقه البسيط – أحب وجودك.
ثم ذات مساء…
مددت يدك، وقتلته.
هل فكرت لحظة، أن كائنًا ما كان يراك مأمنه؟
أنك بالنسبة له، كل البيت؟
أنه ظنّك “أنت” الساكن لا الجار، الوطن لا الغريب.
وهكذا نحن…
نظن أن وجودنا صامت، أن خطانا لا تترك أثرًا، أن حضورنا لا يعني شيئًا لمن حولنا…
لكن الحقيقة؟
ربما كنا كل العالم لأحدهم، بينما كنا نحمل مفاتيح الفقد في جيوبنا دون أن ندري.
دوستويفسكي همس:
“ماذا لو كان العنكبوت يظنك رفيقًا، فقتلته؟”
وأنا أتمتم لك الآن:
كن رفيقًا لا يُخلف ظنًا، أو على الأقل، كن رحيمًا حين تفارق..
تعليقات
إرسال تعليق