المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 24, 2024

المقطع الأول من القصه

.غابة الأرواح في بلدة صغيرة هادئة، قرر جون الخروج إلى الغابة المقابلة للبلدة ليجمع الزهور. كان يرغب في صنع طوقٍ جميل من الزهور البيضاء لوالدته بمناسبة عيد الأم. بحث كثيرًا، لكنه لم يجد تلك الزهرة البيضاء التي كانت تحبها والدته. ظل يجوب أرجاء الغابة الكبيرة، وفجأة، التقى الأرنب الصغير "روكسي". "مرحبًا، روكسي! كيف حالك؟" قال جون بابتسامة. "أنا بخير، جون! وأنت؟ ماذا تفعل هنا؟" أجاب الأرنب مستفسرًا. "أنا بخير أيضًا. كنت أبحث عن الزهرة البيضاء. هل تعرف أين أجدها؟" "الزهرة البيضاء؟ ولماذا تبحث عنها؟ هل هناك أمر مهم؟" سأل روكسي بفضول. "نعم، أريد أن أصنع طوقًا لوالدتي بمناسبة عيد الأم." فكر الأرنب قليلاً ثم قال: "سمعت أنها توجد في غابة الأرواح البعيدة، لكنني لا أنصحك بالذهاب هناك! إنها مكان مخيف ومهجور، يسكنه الأرواح. قد تصادف روحًا شريرة تؤذيك." "غابة الأرواح؟ لا يهم، سأذهب! لا أخاف الأرواح." قال جون بشجاعة. "لا، لا تفعل! قد لا تعود أبدًا!" صرخ روكسي محاولًا منعه. لكن جون كان مصممًا. "لا تقلق يا صدي...

يوميات أمرأة مهزومة

.ثم إني، والله، أحارب الظروف والزمان والعالم كله بقلبٍ أرهقته الخيبات حتى أصبح هشًّا وضعيفًا. أعبر الممرات التي تحفها العبرات، وأتجاوز الخيبات المتراكمة في طريقي. أقاوم كل ما يحاول تلويث الجزء النقي داخلي، ذلك الجزء الذي أحاول حمايته بكل قوتي، رغم ضعف الحيلة وقسوة الواقع. أُجاهد في معترك الحياة أن أُبقي علاقتي بالآخرين جميلةً ومليئة بالصفح والتسامح، ليس ضعفًا أو خضوعًا، ولكن لأنني أدرك أن الله يغفر، ويأمرنا بالغفران وان نسامح بعضنا البعض ونتغاضى عن اشياء حتى تستمر الحياة . وإني أُسامح، ليس لأجلهم فقط، بل لأجل سلامي الداخلي، ولأن الصفح شجاعة، ولأن التسامح يمنح الروح طمأنينة قد شتاق إليها. الحياة قاسية، والقلوب المثقلة بالآلام تصمد بصعوبة، لكنني أؤمن أن القوة الحقيقية هي في التمسك بالقيم النبيلة رغم كل شيء. #منال_علي

سنغادر الديار 1

. -- سنغادر الديار خرجتُ باكرًا أجري وأهرول في الحارة، كنت أبحث عن أحدهم نتراشق الضحكات كما كنا نفعل سابقًا. فجأة، واجهني صديقي أسامة، ابن جارتنا سعاد، الذي يسكن بجوار منزلنا. ناديت عليه: "أسامة! أسامة!" لكنه هرول بعيدًا، ولم أعرف ما الذي حدث له. توقفت قليلًا، نظرت حولي، ولم أرَ أحدًا في الحارة. كنت وحيدة. قررت العودة إلى المنزل. وصلتُ وأنا ألهث... فإذا بصوت والدي يفاجئني قائلاً: "سنغادر الديار..." كانت كلماته واضحة... الرحيل. ما كان مني إلا أن هرولت إلى وجه الحنان، إلى أمي، أستمد من وعيها وفهمها تفسيرًا لهذه الكلمات. صرخت: "أمي، ماذا؟" ركضت نحوها، أحاول نزع الخوف الذي ملأ قلبي منذ ليلة البارحة، منذ أصوات الدبابات والصواريخ التي ضربت الحارة وهدمت بعض البيوت. ما زال ذلك الصوت يدوي في أذني... إنها الطائرات التي تأتي وتذهب سريعًا، وصرخات الأطفال، وحشرجة الأمهات الممتلئة بالخوف والرعب. وصلتُ إليها وارتميت في حضنها، احتضنت فخذها، فأمي شاهقة الطول، وأنا أمامها أبدو كطفلة في السابعة من عمرها. ربّتت على رأسي بحنانها الغامر... حنان كالبئر الذي لا ينضب. نحتاج إليه ل...

يوميات أمرة مهزومة

إلى كل أحلامي البعيدة، هل أتيتِ؟ إلى كل شوقٍ شقَّ طريقه في أعماقي، اترك يدي، فقد أرهقتني أيامي. إلى تاريخٍ أرتقبه كل عام، بألمٍ يمتد عبر العمر... أنتظر ولا يأتي! يمضي العام تلو العام، وتكبر في خيالي أوهامٌ تجمعنا وتفرقنا، تبني مستقبلًا ورديًّا ثم تهدمه المسافات بيننا. هناك لهفةٌ تشقُّ الروح بالتمنّي، ولكن أمل الوصول دائمًا مبتور. وإن باغتتني الذكرى على حين غفلة، تجرح يدها، تبكيني بألمٍ مضنٍ. وها أنا، لم أعد قادرة على الوقوف. ذابت قامتي، وانحنت أقدامي. لم تعد الأرض تحملني، بل أنا من يحملها. أكتب على قميص أحلامي: كن لي الوصول... كن لي الرجاء المأمول. إن كنتَ مغتربًا في صدرك، فأنا سفرٌ مغتربٌ بلا وطن . تتلمس أقدامي المرافئ، وأتوه على الأرصفة كغريب البصر، أطوف بأطراف المرافئ بحثًا عنك، وأنت في نبضي ساكن. لقد هجرتُ كل المدائن، إني إليك، حبيبي، أسافر. كن لي الدنيا إذا وقف الموت على عنقي، وسرق اسمك أنفاسي، وجفّ العمر الراكض من دوني. # منال_علي   ---

يوميات أمرأة مهزومة

... امرأة مهزومة كل عام والبوح يفتح أبوابًا جديدة، على شاكلة يهذي بوجع الشوق المبتور، يغرس أنيابه في أقصى القلب، ويلوح تحية أخيرة قبل حزم حقائب الحب. يلملم هذيانه وأشياءه الصغيرة والجميلة، ويترك لي الشوق على قارعة القلب يهذي. وحين هممت أن أطلب منه البقاء، توقف، ثم التفت لي بنظرة خاطفة، وقال: "تركت لك الشوق، أريني كيف ستتغاضين عنه؟ كيف لكِ ألا تشتاقي رحيلي؟" ثم مضى، ورمى بسؤال مستهزئ: "هل تتألمين؟" سيفٌ يستبيح أشلائي، ينثرها قطعًا متساوية على رفات الصبر. ودمائي تنزف من عيني بين يدي العشق، وتكتب: "هل اكتفيت؟" نعم، يا سيدي، إنني أتألم. الحب يخرسني، والموت بين يديك يتكلم. لا انا هنا ولست هناك . بينك وبيني مقسومه  ونصفي لايجد نصفي  نحن، العشاق، يا سيدي، نموت بدهشة، ومن طيش الفراشات نتعلم. نحمل قلوبنا بأيدينا، ونجر أقدارنا الساخرة. نطرق بها العمر، بخجل الشوق. نحن، يا سيدي، مدائن ألم منكوبة، وبنا ضفائر التاريخ تتجمل. لست قلمًا يتصنع الوجع، أنا وجعٌ، يا سيدي، يتقلم. بين الـ"هنا" والـ"هناك"، يرصف الشوق المسافات. بين قدر الشمس وقدر القمر، الشوارع...

ديسمبر

🍂شارفت السنة على الانتهاء، وها هو آخر شهورها قد بدأ، وما زلنا نعتقد أننا نقف على أبوابها مرحّبين بها، لكننا في الحقيقة نقف على نهاياتها مودّعين. مرت أيامها مسرعة وكأنها برق عاصف في ليلة ماطرة، أحدثت فوضى في قلوبنا ثم مضت. عبثت بنا وها هي تتركنا مشوشين، نرتجف من برد ديسمبر، ومن قادمٍ يتربص بنا، ومن مجهولٍ لا ندري ما يخبئه لنا. لا نعلم ما تخفيه الأيام المقبلة في جعبتها. هل تحمل لنا خيرًا نستند إليه على جدران الحياة، أم شرًا تنهار معه أمانينا وأحلامنا؟ ها نحن بانتظار أن نشبك أيادينا مع هذه الأيام، نعاهدها أن نفسح بيننا مكانًا للحب والخير والسعادة، ونغلق الأبواب أمام رياح الشر والظلم، فلا تلفحنا ببرودتها وتصيبنا بأنفلونزا الكآبة والخذلان، التي تكبح جماح طموحاتنا وتطلعاتنا. ننتظر أن نبرم معها عهود الحياة الكريمة، الحب والوئام، مواثيق الأمن والسلام. نحلم أن تهدينا هدايا ناعمة رقيقة، مغلفة بأوراق السعادة وشرائط الحب. نرجو أن تتقدم نحونا فاتحة ذراعيها لاحتواء انكسارنا وضعفنا، لتلملم شتاتنا؛ فما عدنا قادرين على تحمل جراح جديدة. تكفينا جراح الأوطان التي حطمت مشاعرنا وأدمت قلوبنا. يكفينا الشعور ...

يوميات أمره مهزومه

وجع صامت  .أسوأ ما يمكن أن يمر به الإنسان طوال حياته هو ذلك الشعور الثقيل الذي يلتف حول الروح، وكأن جبالًا شاهقة تجثم على الصدر، تأبى التزحزح، فتجد نفسك واقفًا مكانك كالجبل، مكبّل اليدين، لا تستطيع التقدم ولا العودة. في داخلك كلمات كثيرة تتصارع للخروج، لكن لسانك معقود، عاجز عن النطق، فتتابع بصمت موجوع وغصة حارقة، فيما تتنهد الحروف خلسة. تشعر أن هذا الثقل الذي يخنقك بات يطوق روحك، فتبتلع سكاكين الألم بصمت، لا تجرؤ على تحريك ساكن، ولا تملك الشجاعة لسؤال أحد أو حتى التفوه بكلمة قد تُخفف عنك ولو القليل مما تكتمه. ما تشعر به الآن لم يعد مجرّد صخور ثقيلة على صدرك، بل تحوّل إلى ردم عظيم، ينتظر من يحفر فيه طريقًا للضوء. ولكن هيهات أن تنتظر من لا يشعر بك، أو من لا يكترث لما تحمله داخلك. ما أثقل الكلمة حين تختنق بها الحناجر، وما أشد وطأة الصمت حين يصبح الملاذ الوحيد للوجع... #منال_علي