لحظة إدراك

لـحظة ادراك
عندما تكبر المحبة وتتهالك أسنانها،
وتبدأ الأعذار تختصر ما خفي من سنينها،
وحين يتآكل الوصل شيئًا فشيئًا،
وتفصح الأسباب عن قصصٍ كانت تخفيها،
في كل ظرف يطرأ عليها من أحوال الزمان حالٌ جديد،
حتى التحايا التي كانت تحفها أجمل تعابير الغرام،
وتُشرق من معانيها شمس المشاعر الجارفة،
تصبح باهتةً كما يتداولها العابرون: "أهلًا... مرحبًا."

حين تشيخ المحبة وتتهالك تفاصيلها،
لا انتظار، لا شوق، ولا شجنٌ أو حنين،
حتى الوصل، الذي كان يومًا دفءَ الأرواح،
يصبح شحيحًا، مجرّدًا، كالعدم... بل عقيم،
مصنوعة كلماته من التكلف،
وكأنها تُصاغ على عجل بلا روحٍ أو معنى.

لا شيء يبقى على حاله،
ولا شيء يدوم كما كان،
وحين تعجز المحبة، وتموت الكلمات،
يبقى الخيار الوحيد: انسحب بهدوء.
اترك لهم مساحة الحياة التي اختاروها،
لا تتشبث بما لم يعد لك،
ولا تتكئ على ذكرياتٍ سُلبت منك.

ارحل، وإن لم تكن كما كنت،
ارحل بعجزك وبقايا روحك،
ارحل بإنصافك لنفسك،
وبما تبقى من كرامتك... ارحـل.


---منال علي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات أمرة مهزومة

يوميات أمره مهزومه

يوميات أمرأة مهزومة