يوميات أمرة مهزومة

."حبٌ عاجز :"

كيف يفسر المرء ألمًا لا كلمات له؟ كيف يخبر القلب أن يكف عن النبض لمن لا نصيب له فيه؟ هو ذلك الشعور الذي لا يُفسَّر، أن تحب أحدهم بكل تفاصيله، أن ترى فيه ما لا يراه الآخرون، وتدرك في كل لحظة أن هذا الحب، وإن ازدهر في قلبك، فلن يُثمر أبدًا.

إنه حب يجرّك إلى هاوية الصمت، حيث كل كلمة تخاف أن تُقال. تبتلع مشاعرك، ليس لأنك لا تريد البوح، بل لأنك تعلم أن البوح لن يغير شيئًا. إنه كمن ينظر إلى سماء مليئة بالنجوم، يتمنى أن يلمسها، لكنه يعرف أن بينه وبينها مسافاتٍ لا تُقطع.

تحاول أن تقنع نفسك أن الأمر لا يستحق، أن الحب الذي لا ينتمي إليك لا يجب أن يسكن قلبك. لكن ما العمل والقلب لا يُطاع؟ يُصرّ على أن يخفق لغيرك، رغم علمه بأن كل خطوة نحو هذا الحب هي خطوة نحو الألم.

الألم هنا ليس ألم الفقد، بل ألم الحضور الذي لا يُحتَمل. أن يكون الشخص الذي تهيم به أمامك، قريبًا بما يكفي لتراه، بعيدًا بما لا يكفي لتصل إليه. أن ترى السعادة التي تمنيت أن تهديها له، يمنحها آخر، فتقف مكتوف الأيدي، وكأن قلبك يغرق وأنت تبتسم.

هذا الحب يشبه القصص التي لم تُكتب نهاياتها، الأغاني التي توقفت في منتصف اللحن. إنه حكاية عالقة بين الوجود والعدم. حب يشبه العطر الذي يفوح في الهواء، تشتمّه، تحبه، لكنه لا يترك أثرًا على يديك.

وفي النهاية، لا يبقى لك سوى أن تحمله في داخلك كسرّ لا يعلمه أحد، كذكرى لا تنطفئ، كألم جميل لا تجرؤ على أن تشاركه، وكأن حبك ذنبٌ سامٍ تخبئه عن أعين الدنيا.

#منال_علي 


---

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوميات أمره مهزومه

يوميات أمرأة مهزومة