ضجيج مبهم
أشعر بالخواء يسكنني، كأن داخلي فراغٌ بلا حدود، فجوة عميقة سقط فيها كل شيء. أحلامي، آمالي، وحتى أجزاء من روحي تلاشت في ظلامها، تاركة خلفها صمتًا يخنقني. هذا الخواء ليس كأي فراغ عادي، بل هو كمنزل مهجور منذ سنين، تصفر فيه الرياح كأنها أصوات أشباحٍ تعيد سرد حكايات الراحلين. تتراقص الظلال في زوايا هذا المنزل الداخلي، ظلال أحلام لم تكتمل، وذكريات تركتها الأيام خلفها دون اكتراث. الجدران المتهالكة تحمل نقوشًا باهتة، كأنها آثار أيدٍ حاولت يومًا التشبث بالحياة، لكنها لم تستطع الصمود أمام الرياح العاتية. أبحث عن ضوءٍ صغير يخرق هذا الظلام، عن شعاع أمل يعيد لهذا المكان المهجور نبضه. أحاول أن أسمع نبض قلبي وسط الصمت، لكنه يبدو بعيدًا، كأنه صدى ذكرياتٍ كانت يومًا ما نابضة بالحياة. في هذا الخواء، أجد نفسي أمام سؤالٍ يلاحقني: هل يمكن لبيتٍ مهجور أن يُبعث من جديد؟ هل يمكن لفجوةٍ أن تُملأ؟ أم أنني محكومٌ بالعيش مع هذا الصمت، هذا الفراغ، وهذا الشعور الثقيل الذي يرافقني؟ لكن وسط كل هذا الظلام، هناك همسة صغيرة، خافتة، تذكرني بأن الحياة قادرة على النمو حتى في أكثر الأماكن جفافًا. ربما، فقط ربما، هذا الخواء ل...