المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٤

تذكرة عام

تذكرة سفر لعام مضى ... برغم أن العام الماضي كان مليئًا بالمتاعب والأحداث المزعجة والمؤلمة، إلا أن وجودك في حياتي كان بمثابة البلسم الذي يداوي الجراح. يكفي أنك كنت النور الذي أضيء به ظلام أيامي، والسند الذي ألجأ إليه كلما اشتدت الأزمات. في كل ليلة، عندما أخلد إلى فراشي وأتأمل أحداث الأيام المتعبة، تمحو كلمتك الحانية وسؤالك الصادق عن حالي كل هموم الدنيا. وجودك بجانبي كان أكبر نعمة وأجمل هدية. لم تتركني يومًا وحيدًا، ولم تشعرني للحظة أنني أقف في هذه الحياة بمفردي. هذا وحده كان أعظم ما حدث لي منذ أن جمعتنا الأقدار. أعلم أن أحاديثنا قلت وأن لقاءاتنا أصبحت نادرة، لكنك لا تغيب عن مخيلتي أبدًا. بل إنك حاضر في قلبي وذهني طوال اليوم. ما أريد قوله، وما أعجز عن التعبير عنه بالكلمات، هو أنك مصدر كل سعادة في حياتي، وكل ابتسامة ترتسم على وجهي. ها هو عام جديد قد أطل علينا، ليجدد فيه قلبي العهد والولاء لقلبك. ولن تغير السنوات ولا الأحداث هذا الحب الذي يزداد يومًا بعد يوم. حتى لقاءاتنا الخيالية، تلك التي تداهمني كل ليلة في أحلامي، أصبحت جزءًا من واقعي، وكأنك تستجيب لندائي وتأتي حقًا. لا أستطيع أن أحصر ك...

في الفراغ تمامآ

هنا، في هذا المكان الذي لا شيء فيه سواي، أجد نفسي غارقًتا في دوامة الذكريات، أتقاسم معها كؤوس المرارة التي تتأرجح بين الحاضر والماضي. كأن الزمن توقف ليضعني في مواجهة مع نفسي، مع كل لحظة عشتها وكل شعور مر بي. في هذه العزلة، لا أملك سوى صدى أفكاري، يتردد بين أروقة الذاكرة، حيث الحاضر يضغط بثقله والماضي يلوّح بأشباحه. أشعر أنني عالق بين زمنين؛ حاضر لا يمنحني الراحة، وماضٍ يمطرني بوابلٍ من الحنين الممزوج بالأسى. أتساءل: هل نحن أسرى ذكرياتنا أم أنها مجرد مرايا تعكس هشاشتنا؟ كل لحظة أقف فيها هنا تزيدني وعيًا بثقل ما أحمله داخلي، بين رغبة في النسيان وخوف من فقدان ملامح من كنت يومًا. لكن ربما، في هذه اللحظات، أتعلم أن المرارة أيضًا لها جمالها، وأن مواجهة الذات وسط الصمت قد تكون أصدق أشكال البقاء. .. #منال_علي 

لحظة إدراك

لـحظة ادراك عندما تكبر المحبة وتتهالك أسنانها، وتبدأ الأعذار تختصر ما خفي من سنينها، وحين يتآكل الوصل شيئًا فشيئًا، وتفصح الأسباب عن قصصٍ كانت تخفيها، في كل ظرف يطرأ عليها من أحوال الزمان حالٌ جديد، حتى التحايا التي كانت تحفها أجمل تعابير الغرام، وتُشرق من معانيها شمس المشاعر الجارفة، تصبح باهتةً كما يتداولها العابرون: "أهلًا... مرحبًا." حين تشيخ المحبة وتتهالك تفاصيلها، لا انتظار، لا شوق، ولا شجنٌ أو حنين، حتى الوصل، الذي كان يومًا دفءَ الأرواح، يصبح شحيحًا، مجرّدًا، كالعدم... بل عقيم، مصنوعة كلماته من التكلف، وكأنها تُصاغ على عجل بلا روحٍ أو معنى. لا شيء يبقى على حاله، ولا شيء يدوم كما كان، وحين تعجز المحبة، وتموت الكلمات، يبقى الخيار الوحيد: انسحب بهدوء. اترك لهم مساحة الحياة التي اختاروها، لا تتشبث بما لم يعد لك، ولا تتكئ على ذكرياتٍ سُلبت منك. ارحل، وإن لم تكن كما كنت، ارحل بعجزك وبقايا روحك، ارحل بإنصافك لنفسك، وبما تبقى من كرامتك... ارحـل . ---منال علي 

نصوص عابرة

بين الممكن والمستحيل، وجدت نفسها على حافة الحيرة، كأنها عالقة في مسافة لا مرئية بين الحلم والواقع. بيدها كوب قهوة يتصاعد منه بخار يشبه أفكارها المتناثرة، وكأن النقص في القهوة مرآة للنقص في قرارها. هل تميل إلى الممكن الذي يحمل طمأنينة المألوف، أم تخطو نحو المستحيل حيث يكمن وهج المجهول؟ في كل رشفة، تذوقت مزيجاً من القلق والشغف، وكأن التفكير ذاته أصبح طقساً مقدساً، تلوّن فيه حدود الواقع بنكهة الأحلام. في ذلك المشهد، أدركت أن الحيرة ليست ضعفاً، بل هي دليل على أن روحها لا تزال تبحث، وأن كوب القهوة، رغم نقصه، كان شاهداً على جمال الرحلة بين السؤال والإجابة. #منال_علي 

الحركة لاتعني تقدمًا

تمضي الأيام والشهور والسنوات كأنها ظلال عابرة، عامًا بعد عام، وأنا أجد نفسي ثابتًا في مكاني، وكأنني عالق على آلة المشي الكهربائي. أهرول بكل ما أوتيت من قوة، أتحرك دون أن أبرح مكاني، أسابق الزمن، لكني لا أقترب من خط النهاية. شعور مرير بأن الحركة لا تعني دائمًا تقدمًا، وأن السعي بلا وجهة قد يكون أصعب أنواع الوقوف. #منال_علي 

يوميات أمرأة مهزومه

.ما أبعد مصائرنا وما أقرب قلوبنا! يُفرّق بيننا العالم بأسره، لكنّ خيطًا رفيعًا يربطني بنبض قلبك، بدربك، بأنفاسك، وبكل تفاصيلك الصغيرة التي تسكنني. في عتمة الليل، أبحث عن ضوء عينيك، فقد أصبحت عاجزة عن تمييز الخيط الأبيض من الأسود دون وجودك. بعد رحيلك كنت أحلم أن ترحل معك أشياؤك، ذكرياتك، أنفاسك التي تملأ عالمي، علّني أُعيد ترتيب أنفاسي التي ضاعت في غيابك، وأستنشق عمرًا جديدًا، مختلفًا، وأجد طريقًا منيرًا يقودني بعيدًا عن ظلالك. لكن كيف لي أن أستنشق غير عبيرك؟ وكيف أبحث عن درب آخر دون أن تكون البداية عينيك؟ أنت الهواء الذي أتنفسه، والنور الذي يُضيء عتمتي، أنت الروح التي تسكنني، وإن لم تكن قدري، فأنت حتمًا حياتي. كيف لي أن أعيش بدونك؟ وأنت الذي جعل للحياة معنى، وأنت الذي منحتني قلبًا ينبض بالحب، أنت المصير الذي لم أُدركه بعد، وأنت الحلم الذي لا ينتهي... #منال_علي 

يوميات أمرة مهزومة

."حبٌ عاجز :" كيف يفسر المرء ألمًا لا كلمات له؟ كيف يخبر القلب أن يكف عن النبض لمن لا نصيب له فيه؟ هو ذلك الشعور الذي لا يُفسَّر، أن تحب أحدهم بكل تفاصيله، أن ترى فيه ما لا يراه الآخرون، وتدرك في كل لحظة أن هذا الحب، وإن ازدهر في قلبك، فلن يُثمر أبدًا. إنه حب يجرّك إلى هاوية الصمت، حيث كل كلمة تخاف أن تُقال. تبتلع مشاعرك، ليس لأنك لا تريد البوح، بل لأنك تعلم أن البوح لن يغير شيئًا. إنه كمن ينظر إلى سماء مليئة بالنجوم، يتمنى أن يلمسها، لكنه يعرف أن بينه وبينها مسافاتٍ لا تُقطع. تحاول أن تقنع نفسك أن الأمر لا يستحق، أن الحب الذي لا ينتمي إليك لا يجب أن يسكن قلبك. لكن ما العمل والقلب لا يُطاع؟ يُصرّ على أن يخفق لغيرك، رغم علمه بأن كل خطوة نحو هذا الحب هي خطوة نحو الألم. الألم هنا ليس ألم الفقد، بل ألم الحضور الذي لا يُحتَمل. أن يكون الشخص الذي تهيم به أمامك، قريبًا بما يكفي لتراه، بعيدًا بما لا يكفي لتصل إليه. أن ترى السعادة التي تمنيت أن تهديها له، يمنحها آخر، فتقف مكتوف الأيدي، وكأن قلبك يغرق وأنت تبتسم. هذا الحب يشبه القصص التي لم تُكتب نهاياتها، الأغاني التي توقفت في منتصف ا...