المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2024

في الفراغ تمامآ

هنا، في هذا المكان الذي لا شيء فيه سواي، أجد نفسي غارقًتا في دوامة الذكريات، أتقاسم معها كؤوس المرارة التي تتأرجح بين الحاضر والماضي. كأن الزمن توقف ليضعني في مواجهة مع نفسي، مع كل لحظة عشتها وكل شعور مر بي. في هذه العزلة، لا أملك سوى صدى أفكاري، يتردد بين أروقة الذاكرة، حيث الحاضر يضغط بثقله والماضي يلوّح بأشباحه. أشعر أنني عالق بين زمنين؛ حاضر لا يمنحني الراحة، وماضٍ يمطرني بوابلٍ من الحنين الممزوج بالأسى. أتساءل: هل نحن أسرى ذكرياتنا أم أنها مجرد مرايا تعكس هشاشتنا؟ كل لحظة أقف فيها هنا تزيدني وعيًا بثقل ما أحمله داخلي، بين رغبة في النسيان وخوف من فقدان ملامح من كنت يومًا. لكن ربما، في هذه اللحظات، أتعلم أن المرارة أيضًا لها جمالها، وأن مواجهة الذات وسط الصمت قد تكون أصدق أشكال البقاء. .. #منال_علي 

لحظة إدراك

لـحظة ادراك عندما تكبر المحبة وتتهالك أسنانها، وتبدأ الأعذار تختصر ما خفي من سنينها، وحين يتآكل الوصل شيئًا فشيئًا، وتفصح الأسباب عن قصصٍ كانت تخفيها، في كل ظرف يطرأ عليها من أحوال الزمان حالٌ جديد، حتى التحايا التي كانت تحفها أجمل تعابير الغرام، وتُشرق من معانيها شمس المشاعر الجارفة، تصبح باهتةً كما يتداولها العابرون: "أهلًا... مرحبًا." حين تشيخ المحبة وتتهالك تفاصيلها، لا انتظار، لا شوق، ولا شجنٌ أو حنين، حتى الوصل، الذي كان يومًا دفءَ الأرواح، يصبح شحيحًا، مجرّدًا، كالعدم... بل عقيم، مصنوعة كلماته من التكلف، وكأنها تُصاغ على عجل بلا روحٍ أو معنى. لا شيء يبقى على حاله، ولا شيء يدوم كما كان، وحين تعجز المحبة، وتموت الكلمات، يبقى الخيار الوحيد: انسحب بهدوء. اترك لهم مساحة الحياة التي اختاروها، لا تتشبث بما لم يعد لك، ولا تتكئ على ذكرياتٍ سُلبت منك. ارحل، وإن لم تكن كما كنت، ارحل بعجزك وبقايا روحك، ارحل بإنصافك لنفسك، وبما تبقى من كرامتك... ارحـل . ---منال علي 

الحركة لاتعني تقدمًا

تمضي الأيام والشهور والسنوات كأنها ظلال عابرة، عامًا بعد عام، وأنا أجد نفسي ثابتًا في مكاني، وكأنني عالق على آلة المشي الكهربائي. أهرول بكل ما أوتيت من قوة، أتحرك دون أن أبرح مكاني، أسابق الزمن، لكني لا أقترب من خط النهاية. شعور مرير بأن الحركة لا تعني دائمًا تقدمًا، وأن السعي بلا وجهة قد يكون أصعب أنواع الوقوف. #منال_علي 

يوميات أمرأة مهزومه

.ما أبعد مصائرنا وما أقرب قلوبنا! يُفرّق بيننا العالم بأسره، لكنّ خيطًا رفيعًا يربطني بنبض قلبك، بدربك، بأنفاسك، وبكل تفاصيلك الصغيرة التي تسكنني. في عتمة الليل، أبحث عن ضوء عينيك، فقد أصبحت عاجزة عن تمييز الخيط الأبيض من الأسود دون وجودك. بعد رحيلك كنت أحلم أن ترحل معك أشياؤك، ذكرياتك، أنفاسك التي تملأ عالمي، علّني أُعيد ترتيب أنفاسي التي ضاعت في غيابك، وأستنشق عمرًا جديدًا، مختلفًا، وأجد طريقًا منيرًا يقودني بعيدًا عن ظلالك. لكن كيف لي أن أستنشق غير عبيرك؟ وكيف أبحث عن درب آخر دون أن تكون البداية عينيك؟ أنت الهواء الذي أتنفسه، والنور الذي يُضيء عتمتي، أنت الروح التي تسكنني، وإن لم تكن قدري، فأنت حتمًا حياتي. كيف لي أن أعيش بدونك؟ وأنت الذي جعل للحياة معنى، وأنت الذي منحتني قلبًا ينبض بالحب، أنت المصير الذي لم أُدركه بعد، وأنت الحلم الذي لا ينتهي... #منال_علي