المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

انا لا أكتب انا افر

صورة
أنا لا أُكتب… أنا أفرّ لو أردتم حبسي في سطر، أخبروني كيف يُقَيَّد الهواء؟ كيف يُختصر البحر في كأس؟ كيف يُطوى الحنين في مظروف، ويُرسل بالبريد؟ أنا لا أُحب الأماكن الضيقة، ولا الجمل القصيرة، ولا الحكايات التي تبدأ وتنتهي دون أن تسمح لي أن أتمدّد بين سطورها. لو أردتم أن أكون بطلة لروايتكم، فليكن لي الحق أن أهرب من فم السطر، أن أتسلل من بين الفواصل، أن أُغافل النهاية، وأكتب بدلاً عنها: “وما زالت تحلُم… ولن تنتهي. بداية روايتي الجديد انتظرونا 🩷🌷

ظل هاربه

ظلُّ الهاربة من حرّ المدينة” كلمات هاربة كمن يكتبها🫣 في زحمة الصيف الحارق، حيث تتصبب الأرصفة عرقًا، وتنوح المكيفات بصوتٍ مبحوح، قرّرت أن تهرب. ليست هربًا تامًا، بل نزهة مؤقتة تشبه الاستسلام اللذيذ بعد عنادٍ طويل. سارت بخطى ناعسة نحو التلة، تلك التي لا يعرفها غيرها. حملت كتابًا لا تنوي قراءته، وزجاجة ماء نصفها دافئ، وقلبًا ممتلئًا بما لا يمكن قوله. كانت هناك… شجرةٌ وحيدة، تتساقط أوراقها رغم الصيف، كأنها تعلم أن الفصول في داخلها، لا في التقويم. تحت ظلها جلست. خلعت حذاءها، غمّست قدميها في النهر البارد، وأغمضت عينيها. لا طنين، لا سيارات، لا أسئلة. فقط النسيم، ونكهة النعناع البري، وصوت الماء وهو يهمس لها: “هنا… لا حاجة لكِ بأن تكوني قوية.” فتنهدت. في تلك اللحظة لم تكن سوى فتاةٍ بسيطة، تذوب كما الثلج في شاي النعناع، وتتمنى لو أن الحياة كلها نهر، وشجرة تتساقط أوراقها متى شاء قلبها أن يتنفس...